مؤسسة ايمان تعقد اول اجتماع لمجلسها الاستشاري
الخميس, 29 آذار 2012
عقد المجلس الاستشاري العالمي المرموق لمؤسسة ايمان جلسته الاولى هذا الاسبوع في نادي الاصلاح في لندن. خلال الجمعية العمومية جرت مناقشة مستفيضة للنشاطات التي قامت بها مؤسسة ايمان لغاية اليوم كما تم وضع برنامج لنشاطاتها المستقبلية.
وجرت مناقشة هامة تتعلق بمواجهة التطرف والطائفية خصوصاً في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وضم اعضاء المجلس الذين حضروا الاجتماع اللورد هاميلتون، جيمس كلاد، السفير مارك هامبلي، الدكتور فولكر فيغل، رالف لاند، الحاخام هيرشل غلوك، ياسمين علاوي، ميلي غوتليب، النائب الالماني فرانك هاينريش، النائبان البريطانيان اندرو روزنديل وجيمس وارتون.
وكان لرئيس مؤسسة ايمان السيد ريبال الاسد تعليق على هذا الاجتماع جاء فيه:
"لقد تشرفت باستقبال اعضاء مجلسنا المرموق الذين اتى بعضهم من مختلف انحاء العالم لحضور جلستنا الافتتاحية المفيدة جداً والناجحة. ان العمل مع اشخاص لديهم الحماس والاطلاع والتميز هو متعة حقيقية. ليس لدي اي شك بأن قيمنا ومعتقداتنا الاساسية مبنية على قواعد متينة وبأن الحوار والاعتدال يوفران الفرصة الوحيدة لالحاق الهزيمة بالتطرف والكراهية".
وفيما يلي نص الكلمة التي القاها السيد ريبال الاسد امام المجلس.
"مساء الخير لكم جميعاً.
انه لشرف كبير ان ارحب بكم في لندن، لا سيما وان البعض من بينكم قادم من اوروبا والولايات المتحدة.
يوم السبت، اردت متابعة نشرة الاخبار المسائية على بي. بي. سي، وكالعادة لم تكن المشاهدة ممتعة. وفيما تتالت الاخبار بدأت استعرض الاسباب التي تقف وراء هذه الموجة من الاخبار السيئة. فالبؤس والالم ناتجان عن العنصرية والتطرف والاضطرابات الطائفية والخلافات بين الثقافات والعنف الطائش.
وبعد ان اكتملت هذه اللائحة في ذهني، ادركت ان الجهود التي نبذلها سوياً في مؤسسة ايمان ستثمر علاجاً لكل هذه المشاكل. كانت لحظة تثلج الصدر، ولكن تأثيرها كان ايضاً قوياً جداً لانها جعلتني اقدر العمل الجبار الذي بدأناه، والاهم من ذلك انها جعلتني اقدر الاهداف التي نحن عازمون على تحقيقها.
وليس سراً على احد منكم ان مهمتنا تتلخص بمواجهة الطائفية والتطرف من اجل فضح اؤلئك الذين يستخدمون اسم الدين من اجل تعزيز الكراهية والعنف والقتل، وانتم تعلمون بأن مهمتنا تشمل ايضاً القيام بحملة للترويج لعدم التسامح مطلقاً مع التطرف والطائفية. كما انه ليس سراً اننا نعيش في عالم حُرمت فيه الاجيال من التعليم التثقيفي الهادف، مما يترك فراغاً من السهل جداً ان يملأه الاسلاميون وسواهم من المتطرفين.
ونحن على الارجح سنواجه صعوبات في مهماتنا، غير انني فخور بالانجازات التي حققناها خلال السنة الماضية بحيث وصلت رسالتنا الى مجموعة كبيرة مختارة من المؤسسات الدينية ورؤسائها، مما اكسبنا الدعم في عملنا والفهم لقضاياهم وادراكاً لأسس التقدم في المستقبل على المستويات السياسية والثقافية والدينية.
لقد قمنا بزرع البذور وتأسيس الشبكات ونشر الاخبار وكانت ردود الفعل ايجابية للغاية وها نحن نتمتع بالثقة والدعم من شركائنا في كافة انحاء العالم.
وفي مصر شملت الاتصالات التي اجريناها القيام برحلة الى العباسية حيث استقبلنا في مقره البابا شنودة الثالث الراحل، بابا الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس. وقمنا بزيارة الى القاهرة حيث اجتمعنا بمفتي عام مصر الشيخ علي جمعة الذي يعتبر عالماً مسلماً صاحب مكانة وتأثير كبيرين، ووجهنا معه دعوة الى السلطات المصرية طالبنا فيها باحترام حقوق الاقليات الدينية.
وفي زيارتنا الى بيروت التقينا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، والبطريرك الماروني السابق نصرالله بطرس صفير، والزعيم الشيعي المعتدل السيد علي الامين مفتي صور السابق. وساهم اللقاءان في بلورة عدد من الامور لا سيما واننا ركزنا خلالهما على الحوار الاسلامي-الاسلامي والاسلامي-المسيحي، الى جانب التأكيد على ضرورة مواجهة التطرف عبر تعزيز الاصوات المعتدلة.
في الصين استقبلتنا نائبة رئيس جامعة بكين للدراسات الخارجية الدكتورة وين يون الى جانب عدد من زملائها الذين يشغلون مناصب كبرى في الجامعة. كما اجتمعنا بالسيد لي شنمينغ، نائب رئيس الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين. وعقدنا لقاءً مع كل من رئيس الكهنة في معبد يونغيغونغ لاما في بكين ورئيس الكهنة في معبد تانزي في بكين، وقمنا ايضاً بزيارة الى الكهنة في معبد شاولن الرائع في دنغفنغ.
وفي الهند التقينا مع بعض الشخصيات الثقافية الرائدة في المركز الدولي في الهند الواقع في نيودلهي.
اما في المانيا فكانت لنا لقاءات مع ممثلين مفوضين لمجلس الكنيسة الانجيلية في المانيا لدى الاتحاد الفدرالي والاتحاد الاوروبي، وهما الدكتور فولكر فيغل الذي هو موجود معنا اليوم والاسقف الدكتور برنارد فيلمبيرغ، وذلك في مقرهما في برلين.
وفي برلين ايضاً قمنا بزيارة الى كنيس يهودي واطلقنا الحوار مع الجالية اليهودية، واستمر هذا الحوار في لندن خلال حفل عشاء اقيم في بداية هذه السنة وضم زعماء بريطانيين يهود، وتركز على مواجهة التطرف والطائفية.
وفي بروكسل اجتمعنا بأسقف تورناي، المونسينيور غي هاربينيي لمناقشة العلاقات الاسلامية – المسيحية.
كما اقامت مؤسسة ايمان حفل استقبال بمناسبة عيد الفطر في قصر وستمينستر حضرته شخصيات بارزة من مختلف الاطياف السياسية والدينية، وكان الهدف من هذه المناسبة الاحتفال بالروابط والشراكات بين الثقافات الخاصة بالمشاركين.
وتشمل المناسبات القادمة اقامة حفلات عشاء في لندن تتخللها مناقشات مع الطائفتين القبطية والكاثوليكية.
وها نحن اليوم نركز على افضل السبل للاستفادة من هذه العلاقات التي بنيناها ومن هذا الزخم الذي خلقناه.
كنت اتمنى لو استطيع افتتاح هذه الجمعية العمومية بتقديم الحل للمعضلات التي نعاني منها، ولكن بطبيعة الحال انا لا استطيع بمفردي ان اطرح حلاً. ولهذا السبب انا ممتن لوجودكم هنا جميعاً واتطلع الى جمع افكاركم التي سوف تساعدني في رسم الخطط ووضع تصور للنتائج.
من منظوري الشخصي اعتبر ان متابعة النتائج المستمرة للكراهية بين الطوائف في بلدي الام سوريا تذكرني دائماً بأهمية العمل الذي نقوم به، ولذلك انا ارحب بكل تقدم يمكن ان نحققه باتجاه اجراء حوار بين الثقافات وبين الاديان في منطقة الشرق الاوسط.
ليس لدي ادنى شك بأن التعددية هي العلاج الوحيد للاسلاميين وبأن رسالتنا لن تتحقق عبر التعليم بل عبر التربية.
وهذا يشمل تعزيز الاصوات المعتدلة لدى جميع الطوائف، وبروزاً اقوى للآراء المتعددة في الاخبار الدولية التي هي غالباً ما تركز على آراء ونشاطات الاقلية المتطرفة، اضافة الى وجوب التذكير الدائم بأننا نمثل الغالبية الساحقة من الناس في جميع انحاء العالم.
اما بالنسبة للمسألة الاساسية المتعلقة بكيفية تحقيقنا هذا الهدف وكيفية تقييمه فأنا احيلها عليكم جميعاً. نحن حققنا هذه الانجازات بفضل خبرتكم وتبصركم ونصائحكم، وارجو ان اكون قد برهنت عن عزمي لتحقيق الاستفادة القصوى من التوجيهات التي تقترحونها.
كما لا يساورني الشك بأن قيمنا الاساسية وافكارنا راسخة، وبأن الحوار والاعتدال هما السبيل الوحيد لهزيمة التطرف والكراهية.
انا فخور جداً بالتقدم الذي احرزناه لغاية اليوم. لقد تجرأنا على الحلم بتحقيق طموحات كبيرة ودعمنا احلامنا هذه بالعمل. نحن نرغب في ان نكون احدى قصص النجاح الكبرى في القرن الواحد والعشرين، لكن بلوغ هذا الهدف يكمن في المستقبل البعيد. في غضون ذلك، عندما نشاهد الاخبار في هذا الوقت من السنة المقبلة، نأمل بأن تكون جهودنا ساهمت في الحؤول دون حصول الاحداث السلبية فتنتفي الاخبار السيئة، كما نأمل بأن تساهم في وجود خبر واحد جيد على الاقل على جدول اعمالنا.
وشكراً ".