السيد ريبال الاسد يلقي كلمة في مؤتمر دولي عن دور الفنون والثقافة في الحوار بين الاديان والثقافة الدبلوماسية
الثلاثاء, 28 آب 2012
عقد مؤتمر دولي مشترك في 24 آب 2012 بمبادرة من مؤسسة ايمان لحوار الاديان ومعهد الثقافة الدبلوماسية وذلك في النادي الليبرالي الوطني في العاصمة البريطانية.
وبحث المؤتمر دور الفنون والثقافة في الحوار بين الاديان وفي الدبلوماسية الثقافية بحضور عدد من المحاضرين البارزين.
وشكلت اعمال المؤتمر المشترك اليوم الاول من ꞌمنتدى القادة الشبابꞌ (الفنون والدبلوماسية الثقافية) الذي تركز على الموضوع التالي: "القدرات الموحِّدة: برنامج عمل للنهوض بالدبلوماسية الثقافية من خلال الفنون".
والقى رئيس مؤسسة ايمان السيد ريبال الاسد كلمة بعنوان "دور الفنون والثقافة في الحوار بين الاديان وفي الدبلوماسية الثقافية" وكان لها وقع ايجابي على الحضور الشبابي وتبعتها جلسة شاملة من الاسئلة والاجوبة.
ان معهد الدبلوماسية الثقافية هو منظمة غير حكومية عالمية لا تبغي الربح ومقره في برلين، المانيا. ويهدف المعهد بصورة اساسية الى تعزيز السلم والاستقرار في العالم من خلال تثبيت ودعم العلاقات بين الثقافات على جميع المستويات. خلال السنوات العشر الماضية اصبح المعهد واحداً من اكبر المنظمات الاوروبية المستقلة التي تهتم بالتبادل الثقافي. وفي هذا الاطار يستضيف المعهد برامج تسهل التفاعل بين الافراد من اصحاب خلفيات ثقافية واكاديمية ومهنية مختلفة من كافة انحاء العالم.
وفيما يلي نص الكلمة التي القاها السيد ريبال الاسد:
"دور الفنون والثقافة في الحوار بين الاديان وفي الدبلوماسية الثقافية"
صباح الخير واهلاً بكم في النادي الليبرالي الوطني. لقد تشرفت بزيارة معهد الثقافة الدبلوماسية الثقافية وبالقاء عدة كلمات فيه.
انه من المناسب ان نجتمع هنا في المكان الذي اسسه وليام غلادستون والذي يشهد احتفالات بالتراث الليبرالي منذ ما يزيد على مئة وخمسين سنة.
ليس هذا فحسب، ولكننا بالطبع في لندن. انها المدينة التي سمّاها بنجامين دزرائيلي، اكبر منافس سياسي لغلادستون، "بابل الحديثة" وبالفعل لم يتغير شيء في هذا الواقع.
هنا توجد جاليات تتكلم 300 لغة وهي تمثل تقريباً جميع البلدان والاعراق والديانات الموجودة على الارض.
كما ان هؤلاء الناس لا يعيشون فقط جنباً الى جنب، بل يتفاعلون مع ثقافات بعضهم. ان هذين النوعين من التعاطي والتفاعل يولدان التفاهم والاحترام.
وهذه المشاعر تلتقي مع مؤسسة ايمان التي اترأسها. لقد انطلقت هذه المؤسسة سنة 2010 بهدف تعزيز الحوار بين الاديان وبين الثقافات وبهدف مواجهة التطرف في مختلف انحاء العالم.
في مطلع سنة 2011 اطلقت في وستمنستر حملتنا التي كانت بعنوان "لا للتطرف والطائفية" وكذلك قمت بفضح امر الذين يستخدمون الدين لتعزيز الكراهية والعنف والقتل.
لقد تلقت المؤسسة الدعم لنشاطاتها من قبل زعماء دينيين وسياسيين رفيعي المستوى من مختلف انحاء العالم، وفي الوقت عينه انشأنا مجلساً استشارياً على قدر كبير من التميز يتألف من شخصيات عالمية.
ولكن من المجحف القول ان علمنا توقف عند هذا الحد.
ان عالمنا ملوث بالتطرف الناتج عن الكراهية والجهل.
انا مواطن سوري اعيش في المنفى لان افكاري لا تتماشى مع افكار النظام.
لقد شاهدت بحزن عميق انزلاق بلدي الى الحرب الاهلية وتسلل الشحن الطائفي اليها من خلال الارهابيين والاسلحة والخطابات وجميهم تحت تأثير الطائفية والدعم الخارجي.
سبق وعبرت عن خالص اعتقادي بأن العلاج الوحيد للتطرف هو التعددية، وبأن مهمتنا لن تتحقق من خلال التلقين بل من خلال التربية.
ان اهتمامي بالقضايا الشرق اوسطية لا يحتاج الى تفسير، الا ان مؤسسة ايمان اخذتني الى انحاء مختلفة من العالم.
فنحن نتواصل مع مجموعة كبيرة ومختارة من المنظمات الدينية ومع رؤسائها واكتسبنا عدداً من الامور منها تأييدهم لعملنا، وفهمنا للمسائل التي تهمهم، ووضع الاسس لتحقيق التقدم في المستقبل على المستويات السياسية والثقافية والدينية.
ويشمل ذلك تعزيز الاصوات المعتدلة في كل المجتمعات، تعزيز التعددية في وسائل الاعلام العالمية التي غالباً ما تكون اخبارها واقعة تحت تأثير اقوال واعمال الاقلية المتطرفة، والتذكير الدائم بأننا نمثل الغالبية الساحقة من الناس في كافة انحاء العالم.
اني محظوظ بلقاء بعض الزعماء الدينيين الرائعين وبتبادل الافكار معهم، ومن بينهم البابا شنودة الثالث رئيس الكنيسة القبطية الارثوذكسية، مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، البطريرك الماروني السابق في لبنان نصرالله صفير، البطريرك الماروني الحالي في لبنان بشارة الراعي، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، رئيس الجالية اليهودية في برلين، ورؤساء الكنيسة البروتستانتية في المانيا، ورئيس الكهنة في معبد يونغيغونغ لاما في بكين.
ان سردي لهذه الاسماء هو لتوضيح نطاق عملنا، والاهم من ذلك لتوضيح الرغبة التي تبديها هذه المجموعة من الاشخاص ذات الآراء المتباينة في الحوار بين الاديان.
وفي ظل تركيزنا على الفنون لن تتفاجأوا بوجود رابط مشترك غالباً ما يبرز في المناقشات التي تتناول الموسيقى والفنون والرياضة، وهذا ما الاحظه في لقاءات اشارك فيها في قارات وبين ثقافات تتسم بالتناقض.
لا تستغربوا اذا قلت لكم في هذا السياق اني اؤمن بحماس كبير بحرية الاختيار في مسائل الايمان والثقافة والسياسة.
ومما لا شك فيه ان الفنون يمكن ان تشكل حافزاً قوياً في تسهيل الحوار والتغيير نحو الافضل.
انا لست فناناً وسأترك مهمة التعريف الدقيق لماهية الفنون والثقافة الى الذين من بينكم هم اكفأ بكثير مني.
ومع ذلك لدي ايمان كبير بدور الثقافة الدبلوماسية في تسهيل تبادل الافكار والقيم والتقاليد ونواحٍ اخرى تتعلق بالثقافة والهوية بين البلدان والثقافات والاديان.
كم كانت رائعة رؤية صالة ريد غاليري في شورديتش الواقعة فقط على بعد بضعة اميال من هنا تستقطب ما يزيد على 200 محترف من الشباب المنتمين الى الجاليات المتنوعة في لندن كي يجتمعوا في سهرة فنية تشمل الفنون والموسيقى والطعام والرسم المباشر.
وكانت النقطة المركزية في المعرض ثلاثة مشاريع للتعاون الفني بين مختلف الاديان اطلقها فنانون مسلمون ومسيحيون ويهود بهدف معالجة مسائل العلاقات بين الطوائف والتغيير الاجتماعي.
وفي وقت سابق من هذه السنة افتتح المتحف البريطاني في بلومزبري موسم الحج الاسلامي عبر اعطاء لمحة لغير المسلمين عن عالم اداء فريضة الحج.
واوضح مديره بفخر ان "هذا المعرض هو للجميع، من مسلمين وغير مسلمين، لكل شخص يود ان يعرف المزيد عن هذه الظاهرة غير العادية التي تشكل احدى المظاهر الدينية الكبرى في العالم".
تميز الحضور بالعدد الكبير وبالخلفيات المميزة.
ان الهدف من ذكر هذه الامثلة ليس مجرد اظهار التنوع والتبادل الثقافيين في لندن، بل للتركيز على واحدة من القيم الاساسية التي نؤمن بها في مؤسسة ايمان وفي معهد الثقافة الدبلوماسية: اننا لا نفتش عن التجانس في جميع انحاء العالم، بل عن الاحترام والتفاهم والتعاون في سياق قبولنا الميزات الثابتة لمختلف الثقافات والاديان.
وكما تظهر الاحداث اليومية في سوريا، اننا غالباً ما نفتقر الى الدبلوماسية السياسية في هذا العالم.
ويعود ذلك في كثير من الاحيان الى ثقل الارث التاريخي والى الآثار الاستراتيجية للتغيير.
غير ان الفن والموسيقى والادب والرياضة لا يحملون ارثاً كهذا. بل هم قادرون على لعب دور كبير في الحوار بين الاديان، وهم يلعبون هذا الدور فعلياً. وفي بعض الحالات هم مسؤولون بصورة مباشرة عن تسريع وتيرة التغيير.
ففي اوروبا الشرقية ظهر بوضوح تأثير الثقافة قبل سقوط الستار الحديدي عندما لعبت السينما الغربية ورقصة الروك اند رول دوراً في اسقاط الشيوعية بطريقة عجزت عن تحقيقها المحادثات الدبلوماسية.
ان اغنية "رياح التغيير" لفرقة سكوربيونز والتي تصدرت الاغنيات الناجحة عكست الامل الذي شعر به الشعب الالماني في اعقاب سقوط جدار برلين، وذلك بفضل كلماتها التي كتبت في موسكو.
وفي جنوب افريقيا ساهمت الموسيقى التي نشرتها الناشطة في مجال الحقوق المدينة ميريام ماكيبا في خلق صورة اوضح لنظام الفصل العنصري في كافة انحاء العالم.
من ناحية اخرى يبرز فيلم "البحث عن رجل السكّر" دور المغني اللاتيني الاميركي رودريغيز الذي ساهمت اغنياته المستوردة بطريقة غير قانونية في نفخ روح المعارضة في وجه نظام بييتر فيلليم بوتا في اوساط الشباب البيض من ابناء الطبقة المتوسطة.
مما لا شك فيه ان الثقافة الغربية لعبت دور المحفّز في احداث التغيير في اوروبا الشرقية وجنوب افريقيا. ولكن هناك بالطبع العديد من المشاكل الجيوسياسية التي لا تزال قائمة بسبب الاستمرار في فشل الدبلوماسية.
ان قسماً كبيراً من اعمال العنف التي حدثت في الشرق الاوسط منذ بداية الربيع العربي غالباً ما تكون مدفوعة بالطائفية والتعصب.
هذه قضايا جوهرية تتطلب تربية معينة وتفاعلاً بين الناس الذين لا يجلسون معاً على طاولة الحوار.
عند هذه النقطة ان التعرف على الفن والثقافة قادر على احداث فرق حقيقي.
ان أوركسترا الديوان الغربي – الشرقي هي مثال على بعث الامل والسعادة. لقد تأسست هذا الاوركسترا على يد قائد الاوركسترا الارجنتيني الاسرائيلي دانيال بارنبويم والاكاديمي الفلسطيني الاميركي الراحل ادوارد سعيد، وجمعت تحت جناحها موسيقيين من مصر وايران واسرائيل والاردن ولبنان وفلسطين وسوريا واسبانيا. وهدف هذه الاوركسترا تعزيز التفاهم بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتمهيد الطريق لايجاد حل سلمي وعادل للصراع العربي الاسرائيلي.
ان بارنبويم رجل براغماتي، وهو شرح الخطوة بقوله ان "الديوان وُصف باطراء بأنه مشروع للسلام ولكنه ليس كذلك. انه لن يجلب السلام سواء عزفنا جيداً ام لا. لقد وضع تصور للديوان على انه مشروع ضد الجهل".
لكنه يتسبب بالاذى لنفسه، لان الجهل هو المسؤول باستمرار عن تقويض فرص ايجاد حل سياسي وسلمي.
لقد انشأ منتدى للعرب واليهود ليشاهدوا اشخاص معاصرين لهم يسافرون ويعملون ويعزفون معاً فيشكلون مثلاً يحتذي به الآخرون.
وتجلى التقدير والتفاهم بوضوح ايضاً على الصعيدين الديني والثقافي في العلاقات بين المتحف البريطاني والمتحف الوطني في ايران منذ سنتين في الوقت الذي كان السياسيون في كلا البلدين يصوغون الاقتراحات لقطع العلاقات الدبلوماسية. عندها قام المتحف البريطاني باعارة منشور كوروش لمعرض يقام في طهران، وذلك بهدف رد الجميل على القروض المقدمة الى معرضي الامبراطورية المنسية وشاه عباس.
وفيما تركزت هذه الامثلة على الشرق الاوسط هناك الكثير من الادلة على نمو الدبلوماسية الثقافية بين الاديان في مختلف انحاء العالم.
فمنذ عشر سنوات بدأت كاثلين كوهين في فيلادلفيا باستخدام الشعر والفنون لاطلاق حوار بعنوان "نحن الشعراء" بين الجماعات المحلية المسلمة والمسيحية.
وفي الآونة الاخيرة وتحديداً في ولاية كنتكي التي لديها تاريخ من الاسلاموفوبيا المتنامية الناتجة عن تفجيرات 9 ايلول 2001، شكل الشعر بالنسبة للفنان الايراني المولد حيدر حاتمي مصدر الهام للتركيز على التفاعل بين الاديان.
واستشهد حاتمي بقصيدة ماسنافي التي كتبها الشاعر الصوفي مولانا جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر. ان رسالة القصيدة خالدة وتلخص جوهر ما نسعى لتحقيقه:
"انا لا اتمسك بأي دين او معتقد، وانا لست لا شرقياً ولا غربياً، لا مسلماً ولا كافراً، لا زرادشتياً او مسيحياً او يهودياً او غير يهودي.
لم آتِ لا من الارض ولا من البحر ولا علاقة لي بالذين فوق او تحت. لم أولد في مكان قريب او بعيد ولا اعيش في الجنة او على هذه الارض. لا ادعي تحدري من آدم وحواء ولا من الملائكة اعلاه.
اني اسمو فوق الجسد والروح.
ان منزلي ابعد من المكان والاسم.
انه مع الحبيب في فضاء يتجاوز الفضاء.
انا احتضن الكل وانا جزء من الكل".
كما لعبت موسيقى الجاز دوراً بنفس القدر من الاهمية ولكن بعيداً عن الصوفية، ليس فقط في حركة الحقوق المدنية بل ايضاً في تحرير الثقافات في جميع انحاء العالم.
وفي الوقت نفسه تقوم الامم المتحدة من خلال مسابقة "الفن من اجل السلام" بتشجيع الاطفال في جميع انحاء العالم على رسم عالم خالٍ من الاسلحة والحروب والخوف، فيما تكرس مؤسسة فن السلام جهودها لتحقيق رؤيا الدالاي لاما بزرع السلام في داخلنا كي نضمن مساهمة اعمالنا في هذا العالم بخلق السعادة والسلام لدى الآخرين.
الا ان التأثير الثقافي يتخطى الموسيقى والفنون الى مجالات اخرى ليس اقلها الهندسة المعمارية، فكانت المباني ملهمة للتواصل بين الاديان لأجيال.
وتعتبر الاهرامات في مصر الامثل الاكثر وضوحاً في هذا المجال، لكن التكامل الديني يظهر بوضوح اكبر في قصر الحمراء الاسلامي في اسبانيا الذي بُني لآخر الامراء المسلمين، ومن ثم سكنه ملوك كاثوليك قبل اعادة اكتشافه في القرن التاسع عشر على يد علماء باحثين ومسافرين اوروبيين. وهو اليوم يجذب السياح من جميع الاديان ومحمي من الاونسكو، وفي كل مرة ينتقل الزوار من غرفة الى اخرى يشاهدون ثنائية رمزية واضحة.
انني على يقين ان التسامح والاهتمام المتبادل سيزدهران اذا استمرينا في مؤسسة ايمان ومعهد الدبلوماسية الثقافية في بذل جهود كبيرة.
نحن في جبهة واحدة في الاساس.
انا انسجم بالكامل مع جميع المبادىء الخمسة التوجيهية من الاحترام للتنوع الثقافي والتراث والاعتراف بهما الى الحماية الدولية لحقوق الانسان.
ينبغي ان نستمر في استخدام الفن والثقافة لمحاربة التطرف والطائفية من خلال تشجيع الحوار وتعزيز التعليم ومناصرة التعاطف مع الغير والتبادل بين الشعوب.
لقد اظهرت الالعاب الاولمبية التي جرت في لندن امكانية التفاعل الثقافي، إذ شاهد دايفيد كاميرون وفلاديمير بوتين مباراة الجودو معاً. اما الملاكم البريطاني المسلم امير خان الذي ربح الميدالية الفضية في اثينا فقد تحدث الى الملايين من مشاهدي التلفزيون عن الملاكمة، وقرأ مئات الآلاف من غير المسلمين تغريداته على تويتر بما في ذلك الشرح الذي قدمه مؤخراً لعبارة "ان شاء الله".
يمكن استخدام الانترنت لاغراض كثيرة، وانما هو اداة فريدة يستطيع عشاق الفن والثقافة استخادمها لنشر رسالتهم.
وهذا يعني ان الرسائل والافكار الايجابية التي تتم مناقشتها في منتدى كهذا قابلة للاستيعاب في كل بلد على وجه الارض.
وبنفس القدر من الاهمية، انه اداة يستخدمها لشباب.
انه لأمر مثير ان تتشارك مؤسستان ليبراليتان وتقدميتان مثل مؤسسة ايمان ومعهد الدبلوماسية الثقافية في هذا الحدث مع هذا العدد الكبير من الشباب.
ان المستقبل في ايدينا، وسواء استخدمنا السياسة او الفن او الثقافة، اعلم اننا جميعاً ملتزمون بمستقبل اكثر سلاماً ويحمل فرصاً اكثر لمشاركة الجميع في صناعته.
المزيد من المقالات الاخبارية